سنغافورة في 18 أبريل /شبكة شايفك/ يتميز شهر رمضان في سنغافورة بطقوسه وعاداته التي تجعل منه شهرا متفردا لدى المسلمين هناك، حيث تبلغ نسبة المسلمين قرابة 15% من إجمالي السكان.
وسنغافورة بلد متعدد الأعراق والثقافات والأجناس والمعتقدات الدينية، لكن الاحترام المتبادل للعيش بسلام يعد من أهم القواسم المشتركة بين الجميع.
وتكثر مظاهر الاحتفال بالشهر الفضيل في سنغافورة وتحديدا في الشوارع من خلال أفرع الزينة الكهربائية الملونة والتي تتخذ رسم المساجد والمآذن والقباب شعارا بديعا لها.
وتمتد على مسافة كيلومترين خصوصاً بمنطقة جيلانغ، بمشاركة فعاليات سنغافورية تشمل الحرف اليدوية والمواد الخزفية، ومعارض للخطوط وألبسة الملايو التقليدية، وأشجار نخيل ملونة، وبازارات لبيع المواد الغذائية.
وفي فترة النهار يمكن للصائم التنزه في هذه الشوارع وشراء ما يبتغيه من أغراض الطعام أو الملابس الماليزية أو المفروشات وخلافه، لكنه في الليل لن يجد له موطئ قدم، حيث يزدحم السنغافوريون المسلمون مع أشقائهم من الجاليات الإسلامية بعد صلاة التراويح.
ويحرص مسلمو سنغافورة على تبادل الزيارات خلال الشهر الكريم.
أما المساجد فتعقد فيها حلقات الذكر وتدارس القرآن وتفسيره حتى أذان صلاة المغرب وهي من أهم العادات التي يحرص عليها المسلمون في سنغافورة، وبعض الناس يتناولون الإفطار في المسجد بعد أداء صلاة المغرب.
وتكثر موائد الإفطار في سنغافورة بصورة لافتة للنظر، فقبل الإفطار يتبرع الكثيرون بوجبات طعام، حتى إن بعض المساجد تعتذر عن قبول وجبات الطعام نظرا لكثرة المتبرعين، لدرجة أنه ينبغي الحجز مسبقا في المسجد لمن يريد التبرع، لتحديد اليوم وعدد وجبات الطعام وعدد العلب البلاستيكية التي سيتبرع بها الشخص.
ولدى المسلمين في سنغافورة خيارات كثيرة من قوائم الطعام العربي، فهناك مطاعم تقدم الأطباق اللبنانية، ومختلف المشاوي من اللحوم الحلال، وغيرها من المطاعم التي تقدم أطباق اللحم والأرز، إلى جانب المقاهي التي تقدم شتى أنواع المشروبات كالزنجبيل والقهوة والشاي والكاكاو والعصائر والفول المسلوق.
وبجانب ذلك، فهناك المطاعم الكبرى ومطاعم الفنادق الفاخرة التي تنبهت لأهمية شهر رمضان بالنسبة للمسلمين فأصبحت تتنافس على جلب أمهر الطهاة العرب والمسلمين من مصر ولبنان وتركيا، وغيرها من الدول الإسلامية، وهكذا صار المسلم يجد أمامه خيارات عديدة للطعام.
وبعد تناول الإفطار يحرص مسلمو سنغافورة على التوجه إلى المساجد لأداء صلاة التراويح، وبعد التراويح والوتر تعقد حلقات الدرس ويفسَّر القرآن بواسطة شيخ المسجد أو أي من المشايخ الآخرين، ويترجم القرآن من اللغة العربية إلى اللغة الملاوية..
ومن العادات الحميدة لدى مسلمي سنغافورة أنهم في العشر الأواخر من شهر رمضان تذهب كل الأسر إلى المسجد لأداء الصلاة والاعتكاف وتقام سرادقات النوم حول المسجد للأسر ويحدث ذلك يومياً في العشر الأواخر من رمضان.
ومن الأطعمة الشعبية في سنغافورة خلال رمضان اللحوم وعصيدة الرز /بوبور/.
ولدى المجتمع المسلم في سنغافورة عادات مميزة، منها تناول الطعام على شكل مجموعات، وتساعد هذه الأنشطة المجتمعية في تعزيز روح رمضان والتضامن والتعاطف، وبث صفات وشيم الكرم التي حث عليها الإسلام.
وفيما يخص احتفالات عيد الفطر في سنغافورة فهم يقومون ليلة العيد بإعداد طعام خاص تعده الأسر ويسمى /كتوبات/، وهو عبارة عن أرز يلف بعروق شجرة النارجيل على شكل مربع، ويوضع على شبكة تعلو إناء كبيراً، بها ثقوب كثيرة، ويملأ هذا الإناء بالماء ويوضع على النار ويتم إنضاج الـ كتوبات على البخار المنبعث من الماء المغلي داخل الإناء حتى ينضج تماماً، ويؤكل يوم العيد مع اللحم المطبوخ والدجاج المقلي.