“بنت فاطمة الهذلول وهذلول الهذلول”، هكذا تعرف الناشطة السعودية لجين عن نفسها على موقع توتير. اسم الأم قبل اسم الأب. إشارة قوية على رؤيتها ودفاعها عن مكانة المرأة في المملكة.
وفي تشرين أول/أكتوبر 2013، وكحركة احتجاجية، قادت لجين سيارة والدها من مطار الملك خالد في الرياض إلى منزلها. فوقع والدها على تعهد يمنعها من تكرار ذلك.
لكن لجين رفضت الرضوخ للتعهد فقادت السيارة في كانون أول/ ديسمبر 2014، على الحدود السعودية الإماراتية برخصة قيادة إماراتية.
اليوم، تقبع لجين ونشطاء آخرون خلف القضبان بتهمة “التجاوز على الثوابت الدينية والوطنية”، ويتعرضون لهجمة تتهمهم بـ”الخيانة”.
هذا الامر أدخل ناشطين سعوديين حالة من الترقب و”الصدمة” يقولون إنهم يعيشونها بعد حملة الاعتقالات التي طالت عددا من نشطاء حقوق الإنسان بينهم نساء مدافعات عن حقوق المرأة.
وتقول هذه الناشطة إن بعض المعتقلات تم ترحيلهن إلى سجن ذهبان:
وسجن ذهبان معروف بوقوعه تحت حراسة أمنية مشددة، ويقع في منطقة تبعد نحو 20 كليو مترا عن مدينة جدة. لكن الجهات الرسمية لم تؤكد هذه المعلومة.
ولجين الهذلول هي من أبرز قادة حملة الضغط التي أطلقت منذ سنوات لمنح المرأة السعودية حق قيادة السيارة، ومن أول المتفاعلين مع حملة إسقاط ولاية الرجل على المرأة في المملكة.
وكان بيان لرئاسة أمن الدولة السعودية أفاد بأن الجهات المختصة رصدت أنشطة لمجموعة من الأشخاص تتعلق “بعمل منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية، والتواصل المشبوه مع جهات خارجية فيما يدعم أنشطتهم”.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت أعربت الثلاثاء عن قلق واشنطن حيال حملة الاعتقالات التي تنفذها السلطات السعودية. وأعلنت ناورت أن الوزارة تراقب الوضع عن كثب.
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان إن “السلطات السعودية اتهمت سبع ناشطات ونشطاء في مجال حقوق المرأة، اعتلقوا مؤخرا، بجرائم خطيرة”.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر أمرا ملكيا يلغي فيه الحظر المفروض على قيادة المرأة للسيارة، على أن يسمح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية في 24 حزيران/يونيو القادم.
وتعرضت مجموعة المعتقلين لهجمة من ناشطين اعتبروا أن أفعال تلك المجموعة “تضر بأمن السعودية”، لكن آخرين ردوا بالدفاع عنهم خاصة النساء المعتقلات اللواتي برزن في قضايا حقوقية في المملكة.
ومن ضمن المعتقلات، عزيزة اليوسف (60 عاما) أستاذة متقاعدة في علوم الحاسوب بجامعة الملك سعود، وناشطة بارزة ضد نظام ولاية الرجل، تعرضت لهجمة وحملات “تخوين”.
وطالبت لجنة حماية الصحفيين في بيان السلطات السعودية بضرورة الإفراج عن الاستاذة الجامعية إيمان النفجان التي تدير مدونة “المرأة السعودية”.
وقال روبرت ماهوني نائب المدير التنفيذي للجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حين زار الدول الغربية “قدم صورة الإصلاح في المملكة”، لكن السلطات السعودية “تستمر في ممارساتها التي تضيق على المعارضين وتعتقلهم لأنشطتهم”.
وأكد أن الكتابة عن قضايا النساء “ليست جريمة”. وقالت اللجنة إن صحفا سعودية شنت حملة تدعم الرواية الرسمية وتصف النفجان والناشطين الآخرين بـ”الخونة”.