فى الوقت الذى أحدث فيه، افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، ضجة عالمية، واستحوذ على اهتمام غالبية وسائل الإعلام الدولية، تجاهلت كل وسائل الإعلام المصرية، سواء المرئى منها والمقروء والمسموع، ذلك الحدث الجلل، والمثير للجدل، واكتفت بنقل آخر إحصائية لأعداد الشهداء والمصابين.
وافتتحت الولايات المتحدة اليوم، رسميًا، سفارتها بالقدس، بتأكيد عبر رسالة بالفيديو من الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب»، على أن القدس عاصمة حقيقية لإسرائيل.
وحضر الافتتاح، وفد رسمى أمريكى رفيع المستوى، يضم نحو 250 عضوًا، يترأسه جون سوليفان، نائب وزير الخارجية، ويضم ابنة الرئيس الأمريكى إيفانكا ترامب، وزوجها جاريد كوشنر، ووزير الخزانة الأمريكى ستيف منوشن، والسفير فى إسرائيل ديفيد فريدمان، والمبعوث للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وعشرات من أعضاء الكونجرس.
الدكتور حسن على، أستاذ الإعلام بجامعة المنيا، عميد كلية الإعلام جامعة بنى سويف سابقًا، قال إن الإعلام المصرى مشغول حاليًا بالقضايا الداخلية فقط، غير عابئ بكافة القضايا العربية، منوهًا بأنه مهتم فقط الآن برمضان وياميشه، وبقضايا التموين وغيرها من القضايا الداخلية.
وخلال حديثه لـ«المصريون»، أضاف «علي»، أن الإعلام المصرى خلال تلك الفترة سواء كان خاصًا أو حكوميًا غير مستقل، موضحًا أنه كافة الوسائل موجه، وتنفذ فقط أجندات بعينها، ولا تستطيع الحياد عنها يمينًا أو يسارًا.
الخبير الإعلامي، لفت إلى أن السياسية «الأمريكية-الإسرائيلية» تمكنت ونجحت فى جعل العالم العربى بأسره، مشغول بقضاياه ومشكلاته الداخلية، مؤكدًا أن السياسة الدولية أجبرت الجميع على ذلك.
وبرأى «علي»، فإن مصر ليست فى وضع اقتصادى جيد يمكنها من إبداء أى اعتراض على مثل تلك القرارات، كما أنها ليست لديها القدرة على القيام بأى شيء.
وأضاف، أن سياسة الدولة خلال تلك المرحلة، هى الاهتمام بالقضايا الداخلية فقط، وعدم التطرق لتلك القضية، ومن ثم الإعلام ينفض تلك السياسة، لاسيما أنه فى النهاية موجه وغير مستقل، حسب قوله.
فيما، قال معتز الشناوي، المتحدث باسم حزب «التحالف الشعبى الاشتراكي»، إن كافة وسائل الإعلام تم تأميمها، وصارت تابعة للأنظمة الحاكمة، مشيرًا إلى أن تلك الأنظمة لا تريد تسليط الأضواء على ذلك القرار، ومن ثم الإعلام ينفذ تلك السياسة.
وأضاف «الشناوى»، فى تصريحه لـ«المصريون»، أن بيانات الشجب والإدانة والاستنكار التى كانت تصدر فى الماضي، باتت خلال تلك الفترة محرمة، موضحًا أنه على الرغم من سقوط أكثر من 50 شهيدًا، إلا أن غالبية الدول العربية لم تصدر بيانًا واحدًا يدين أفعال الكيان الصهيونى الهمجي، إضافة إلى تجاهل وسائل الإعلام لكل هذا.
المتحدث باسم حزب «التحالف الشعبى الاشتراكي»، نوه بأن جميع الأنظمة بلا استثناء مكتفية فقط بالـ«فرجة»، ولا تحرك ساكنًا، وسيظل ذلك العار يلاحقهم، واصفا موقف وسائل الإعلام المصرية، وكذلك الدول العربية حيال ما يحدث بالقدس حاليًا بأنه «موقف مخزى جدًا».
وفى 6 ديسمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي، اعتراف بلاده بأن مدينة القدس، عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، مضيفًا أنه بذلك يدشن نهجًا جديدًا فى الصراع «الإسرائيلي–العربي».
وفى كلمة له من البيت الأبيض وقتها، أوضح أن: «أن الكونجرس كان قد تبنى قانون القدس عام 1995، وطالب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لإسرائيل ولكن لـ20 سنة كل رئيس جاء رفض نقل السفارة للقدس، والاعتراف بها عاصمة؛ لأنهم كانوا يرون أن هذا لا يصب فى مصلحة عملية السلام».
وقال: «قد وعدت بأن أنظر إلى التحديات فى العالم بشكل واضح، لا يمكن حل المشاكل من خلال الافتراضات الماضية الفاشلة»، متابعًا «قد حان الوقت للاعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة إسرائيل.. الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل جاء متأخرًا، وإسرائيل دولة ذات سيادة من حقها أن تقرر عاصمتها».